الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الطبقات الكبرى **
ابن مالك بن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن جندلة بن خزيمة بن كعب بن سعد بن أسلم بن أوس مناة بن النمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار وأمه سلمى بنت قعيد بن مهيض بن خزاعي بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم وكان أبوه سنان بن مالك أو عمه عاملا لكسرى على الأبلة وكانت منازلهم بأرض الموصل ويقال كانوا في قرية على شط الفرات مما يلي الجزيرة والموصل فأغارت الروم على تلك الناحية فسبت صهيبا وهو غلام صغير فقال عمه أنشد الله الغلام النمري دج وأهلي بالثني قال والثني اسم القرية التي كان أهله بها فنشأ صهيب بالروم فصار ألكن فابتاعته كلب منهم ثم قدمت به مكة فاشتراه عبد الله بن جدعان التيمي منهم فأعتقه فأقام معه بمكة إلى أن هلك عبد الله بن جدعان وبعث النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد الله به من الكرامة ومن به عليه من الإسلام وأما أهل صهيب وولده فيقولون بل هرب من الروم حين بلغ وعقل فقدم مكة فحالف عبد الله بن جدعان وأقام معه إلى أن هلك وكان صهيب رجلا أحمر شديد الحمرة ليس بالطويل ولا بالقصير وهو إلى القصر أقرب وكان كثير شعر الرأس وكان يخضب بالحناء قال أخبرنا سليمان بن حرب وعارم بن الفضل قالا أخبرنا حماد بن زيد عن معروف بن أبي معروف الجزري قال سمعت محمد بن سيرين يقول صهيب من العرب من النمر بن قاسط قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صهيب سابق الروم قال أخبرنا عبد الملك أبو عامر العقدي وأبو حذيفة موسى بن مسعود قالا أخبرنا زهير بن محمد قال وأخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمرو جميعا عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن حمزة بن صهيب عن أبيه أنه كان يكنى أبا يحيى ويقول إنه من العرب ويطعم الطعام الكثير فقال له عمر بن الخطاب يا صهيب ما لك تكنى أبا يحيى وليس لك ولد وتقول إنك من العرب وأنت رجل من الروم وتطعم الطعام الكثير وذلك سرف في المال فقال صهيب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناني أبا يحيى وأما قولك في النسب وادعائي إلى العرب فإني رجل من النمر بن قاسط من أهل الموصل ولكن سبيت سبتني الروم غلاما صغيرا بعد أن عقلت أهلي وقومي وعرفت نسبي وأما قولك في الطعام وإسرافي فيه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إن خياركم من أطعم الطعام ورد السلام فذلك الذي يحملني على أن أطعم الطعام قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن أبي عبيدة عن أبيه قال عمار بن ياسر لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقلت ما تريد فقال لي ما تريد أنت فقلت أردت أن أدخل على محمد فأسمع كلامه قال وأنا أريد ذلك قال فدخلنا عليه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا ثم مكثنا يومنا على ذلك حتى أمسينا ثم خرجنا ونحن مستخفون فكان إسلام عمار وصهيب بعد بضعة وثلاثين رجلا قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معاوية بن عبد الرحمن بن أبي مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال كان صهيب بن سنان من المستضعفين من المؤمنين الذين كانوا يعذبون في الله بمكة قال أخبرنا هوذة بن خليفة قال أخبرنا عوف عن أبي عثمان النهدي قال بلغني أن صهيبا حين أراد الهجرة إلى المدينة قال له أهل مكة أتيتنا هاهنا صعلوكا حقيرا فكثر مالك عندنا وبلغت ما بلغت ثم تنطلق بنفسك ومالك والله لا يكون ذلك فقال أرأيتم إن تركت مالي تخلون أنتم سبيلي قالوا نعم فجعل لهم ماله أجمع فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال ربح صهيب ربح صهيب قال أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب وموسى بن إسماعيل قالوا أخبرنا حماد بن زيد قال أخبرني علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال أقبل صهيب مهاجرا نحو المدينة واتبعه نفر من قريش فنزل عن راحلته وانتشل ما في كنانته ثم قال يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا وايم الله لا تصلون إلي حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي ما بقي في يدي منه شيء فافعلوا ما شئتم فإن شئتم دللتكم على مالي وخليتم سبيلي قالوا نعم ففعل فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال ربح البيع أبا يحيى ربح البيع قال ونزلت ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عاصم بن سويد من بني عمرو بن عوف عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال قدم آخر الناس في الهجرة إلى المدينة علي وصهيب بن سنان وذلك للنصف من شهر ربيع الأول ورسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء لم يرم بعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن عبد الحكيم بن صهيب عن عمر بن الحكم قال قدم صهيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء ومعه أبو بكر وعمر وبين أيديهم رطب قد جاءهم به كلثوم بن الهدم أمهات جراذين وصهيب قد رمد بالطريق وأصابته مجاعة شديدة فوقع الرطب فقال عمر يا رسول الله ألا ترى إلى صهيب يأكل الرطب وهو رمد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تأكل الرطب وأنت رمد فقال صهيب وإنما آكله بشق عيني الصحيحة فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعل صهيب يقول لأبي بكر وعدتني أن تصطحب فخرجت وتركتني ويقول وعدتني يا رسول الله أن تصاحبني فانطلقت وتركتني فأخذتني قريش فحبسوني فاشتريت نفسي وأهلي بمالي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ربح البيع فأنزل الله ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله وقال صهيب يا رسول الله ما تزودت إلا مدا من دقيق عجنته بالأبواء حتى قدمت عليك قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال لما هاجر صهيب من مكة إلى المدينة نزل على سعد بن خيثمة ونزل العزاب من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على سعد بن خيثمة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين صهيب بن سنان والحارث بن الصمة قال وشهد صهيب بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن سليمان بن أبي عبد الله قال كان صهيب يقول هلموا نحدثكم عن مغازينا فأما أن أقول قال رسول الله فلا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني فليح بن سليمان عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال قال عمر لأهل الشورى فيما يوصيهم به وليصل لكم صهيب قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني طلحة بن محمد بن سعيد عن أبيه سعيد بن المسيب قال لما توفي عمر نظر المسلمون فإذا صهيب يصلي بهم المكتوبات بأمر عمر فقدموا صهيبا فصلى على عمر قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو حذيفة رجل من ولد صهيب عن أبيه عن جده قال توفي صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين وهو بن سبعين سنة بالمدينة ودفن بالبقيع قال محمد بن عمر وقد روى صهيب عن عمر رضي الله تعالى عنهما. مولى أبي بكر الصديق ويكنى أبا عمرو قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة في حديث لها طويل قالت وكان عامر بن فهيرة للطفيل بن الحارث أخي عائشة لأمها أم رومان فأسلم عامر فاشتراه أبو بكر فأعتقه وكان يرعى عليه منيحة من غنم له قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال أسلم عامر بن فهيرة قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وقبل أن يدعو فيها قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معاوية بن عبد الرحمن بن أبي مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال كان عامر بن فهيرة من المستضعفين من المؤمنين فكان ممن يعذب بمكة ليرجع عن دينه قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال لما هاجر عامر بن فهيرة إلى المدينة نزل على سعد بن خيثمة قالوا آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عامر بن فهيرة والحارث بن أوس بن معاذ وشهد عامر بن فهيرة بدرا وأحدا وقتل يوم بئر معونة سنة أربع من الهجرة وكان يوم قتل بن أربعين سنة قال أخبرنا بن يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان عن بن شهاب قال أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ورجال من أهل العلم أن عامر بن فهيرة كان من أولئك الرهط الذين قتلوا يوم بئر معونة قال بن شهاب فزعم عروة بن الزبير أنه قتل يومئذ فلم يوجد جسده حين دفن قال عروة وكانوا يرون أن الملائكة هي دفنته قال أخبرنا محمد بن عمر عن من سمي من رجاله في صدر هذا الكتاب أن جبار بن سلمى الكلبي طعن عامر بن فهيرة يومئذ فأنفذه فقال عامر فزت والله قال وذهب بعامر علوا في السماء حتى ما أراه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الملائكة وارت جثته وأنزل عليين وسأل جبار بن سلمى ما قوله فزت والله قالوا الجنة قال فأسلم جبار لما رأى من أمر عامر بن فهيرة فحسن إسلامه قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت رفع عامر بن فهيرة إلى السماء فلم توجد جثته يرون أن الملائكة وارته. مولى أبي بكر ويكنى أبا عبد الله وكان من مولدي السراة واسم أمه حمامة وكانت لبعض بني جمح قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلال سابق الحبشة قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معاوية بن عبد الرحمن بن أبي مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال كان بلال بن رباح من المستضعفين من المؤمنين وكان يعذب حين أسلم ليرجع عن دينه فما أعطاهم قط كلمة مما يريدون وكان الذي يعذبه أمية بن خلف قال أخبرنا عثمان بن عمر ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا أخبرنا بن عون عن عمير بن إسحاق قال كان بلال إذا اشتدوا عليه في العذاب قال أحد أحد فيقولون له قل كما نقول فيقول إن لساني لا يحسنه قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد أن بلالا أخذه أهله فمطوه وألقوا عليه البطحاء وجلد بقرة فجعلوا يقولون ربك اللات والعزى ويقول أحد أحد قال فأتى عليه أبو بكر فقال علام تعذبون هذا الإنسان قال فاشتراه بسبع أواق فأعتقه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال الشركة يا أبا بكر فقال قد أعتقته يا رسول الله قال أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال اشترى أبو بكر بلالا بخمس أواق قال أخبرنا الفضل بن دكين وعبد الملك بن عمرو العقدي وأحمد بن عبد الله بن يونس قالوا أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن عمر كان يقول أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا يعني بلالا قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد الضبي عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار قال يقول أبو جهل أين بلال أين فلان كنا نعدهم في الدنيا من الأشرار فلا نراهم في النار أم هم في مكان لا نراهم فيه أم هم في النار لا نرى مكانهم قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد قال أول من أظهر الإسلام سبعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية أم عمار قال فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه عمه وأما أبو بكر فمنعه قومه وأخذ الآخرون فألبسوهم أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ فأعطوهم ما سألوا فجاء كل رجل منهم قومه بأنطاع الأدم فيها الماء فألقوهم فيه وحملوا بجوانبه إلا بلالا فلما كان العشي جاء أبو جهل فجعل يشتم سمية ويرفث ثم طعنها فقتلها فهي أول شهيد استشهد في الإسلام إلا بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله حتى ملوه فجعلوا في عنقه حبلا ثم أمروا صبيانهم أن يشتدوا به بين أخشبي مكة فجعل بلال يقول أحد أحد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة لما هاجر بلال إلى المدينة نزل على سعد بن خيثمة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين بلال وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب وقال محمد بن عمر ويقال أنه آخى بين بلال وبين أبي رويحة الخثعمي قال محمد بن عمر وليس ذلك بثبت ولم يشهد أبو رويحة بدرا وكان محمد بن إسحاق يثبت مؤاخاة بلال وأبي رويحة عبد الله بن عبد الرحمن الخثعمي ثم أحد الفرع ويقول لما دون عمر بن الخطاب الدواوين بالشام خرج بلال إلى الشام فأقام بها مجاهدا فقال له عمر إلى من تجعل ديوانك يا بلال قال مع أبي رويحة لا أفارقه أبدا للأخوة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد بيني وبينه فضمه إليه وضم ديوان الحبشة إلى خثعم لمكان بلال منهم فهو في خثعم إلى هذا اليوم بالشام قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي والفضل بن دكين قالا أخبرنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال أول من أذن بلال قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال كان بلال إذا فرغ من الأذان فأراد أن يعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد أذن وقف على الباب وقال حي على الصلاة حي على الفلاح الصلاة يا رسول الله قال محمد بن عمر فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه بلال ابتدأ في الإقامة قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة مؤذنين بلال وأبو محذورة وعمرو بن أم مكتوم فإذا غاب بلال أذن أبو محذورة وإذا غاب أبو محذورة أذن عمرو بن أم مكتوم أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن بن أبي مليكة أو غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا أن يؤذن يوم الفتح على ظهر الكعبة فأذن على ظهرها والحارث بن هشام وصفوان بن أمية قاعدان فقال أحدهما للآخر أنظر إلى هذا الحبشي فقال الآخر إن يكرهه الله يغيره قال أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي قال أخبرنا شريك عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أن بلالا كان يؤذن حين يدحض الشمس ويؤخر الإقامة قليلا أو قال وربما أخر الإقامة قليلا ولكن لا يخرج في الأذان عن الوقت قال أخبرنا عفان بن مسلم وعارم قالا أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن بلالا صعد ليؤذن وهو يقول: مال بلالا ثكلته أمه وابتل من نضح دم جبينه قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال كانت العنزة تحمل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العيد يحملها بلال المؤذن قال محمد بن عمر فكان يركزها بين يديه والمصلى يومئذ فضاء قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني إبراهيم بن محمد بن عمار بن سعد القرظ عن أبيه عن جده قال كان بلال يحمل العنزة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العيد والاستسقاء قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال حدثني عبد الرحمن بن سعيد بن عمار بن سعد بن عمار بن سعد المؤذن قال حدثني عبد الله بن محمد بن عمار بن سعد وعمار بن حفص بن عمر بن سعد وعمر بن حفص بن عمر بن سعد عن آبائهم عن أجداده أنهم أخبروه أن النجاشي الحبشي بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عنزات فأمسك النبي صلى الله عليه وسلم واحدة لنفسه وأعطى علي بن أبي طالب واحدة وأعطى عمر بن الخطاب واحدة فكان بلال يمشي بتلك العنزة التي أمسكها رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في العيدين يوم الفطر ويوم الأضحى حتى يأتي المصلى فيركزها بين يديه فيصلي إليها ثم كان يمشي بها بين يدي أبي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك ثم كان سعد القرظ يمشي بها بين يدي عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان في العيدين فيركزها بين أيديهما ويصليان إليها قال عبد الرحمن بن سعد وهي هذه العنزة التي يمشى بها اليوم بين يدي الولاة قالوا ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال إلى أبي بكر الصديق فقال له يا خليفة رسول الله إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله فقال أبو بكر فما تشاء يا بلال قال أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت فقال أبو بكر أنشدك الله يا بلال وحرمتي وحقي فقد كبرت وضعفت واقترب أجلي فأقام بلال مع أبي بكر حتى توفي أبو بكر فلما توفي أبو بكر جاء بلال إلى عمر بن الخطاب فقال له كما قال لأبي بكر فرد عليه عمر كما رد عليه أبو بكر فأبى بلال عليه فقال عمر فإلى من ترى أن أجعل النداء فقال إلى سعد فإنه قد أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا عمر سعدا فجعل الأذان إليه وإلى عقبه من بعده قال أخبرنا محمد بن عمر عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن بلال ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبر فكان إذا قال أشهد أن محمدا رسول الله انتحب الناس في المسجد قال فلما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أبو بكر أذن فقال إن كنت إنما أعتقتني لأن أكون معك فسبيل ذلك وإن كنت أعتقتني لله فخلني ومن أعتقتني له فقال ما أعتقتك إلا لله قال فإني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذاك إليك قال فأقام حتى خرجت بعوث الشام فسار معهم حتى انتهى إليها قال أخبرنا روح بن عبادة وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالوا أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر لما قعد على المنبر يوم الجمعة قال له بلال يا أبا بكر قال لبيك قال أعتقتني لله أو لنفسك قال لله قال فأذن لي حتى أغزو في سبيل الله فأذن له فذهب إلى الشام فمات ثم قال أخبرنا وهب بن جرير قال أخبرنا شعبة عن مغيرة وأبي سلمة عن الشعبي قال خطب بلال وأخوه إلى أثل بيت من اليمن فقال أنا بلال وهذا أخي عبدان من الحبشة كنا ضالين فهدانا الله وكنا عبدين فأعتقنا الله إن تنكحونا فالحمد لله وإن تمنعونا فالله أكبر قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا عبد الواحد بن زياد قال أخبرنا عمرو بن ميمون قال حدثني أبي أن أخا لبلال كان ينتمي إلى العرب ويزعم أنه منهم فخطب امرأة من العرب فقالوا إن حضر بلال زوجناك قال فحضر بلال فتشهد وقال أنا بلال بن رباح وهذا أخي وهو امرؤ سوء في الخلق والدين فإن شئتم أن تزوجوه وإن شئتم أن تدعوا فدعوا فقالوا من تكون أخاه نزوجه فزوجوه قال أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أن بني أبي البكير جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا زوج أختنا فلانا فقال لهم أين أنتم عن بلال ثم جاؤوا مرة أخرى فقالوا يا رسول الله أنكح أختنا فلانا فقال أين أنتم عن بلال ثم جاؤوا الثالثة فقالوا أنكح أختنا فلانا فقال أين أنتم عن بلال أين أنتم عن رجل من أهل الجنة قال فأنكحوه قال أخبرنا معن بن عيسى قال أخبرنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم زوج ابنة أبي البكير بلالا قال أخبرنا حجاج بن محمد عن أبي معشر عن المقبري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوج ابنة البكير بلالا قال أخبرنا عفان بن مسلم قال أخبرنا أبو هلال قال أخبرنا قتادة أن بلالا تزوج امرأة عربية من بني زهرة قال أخبرت عن أبي اليمان الحمصي عن جرير بن عثمان عن عبد الرحمن بن ميسرة عن بن مراهن قال كان أناس يأتون بلالا فيذكرون فضله وما قسم الله له من الخير فكان يقول إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبدا قال أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال قال بلال لأبي بكر حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني وإن كنت إنما اشتريتني لله فذرني وعملي لله قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال توفي بلال بدمشق سنة عشرين ودفن عند الباب الصغير في مقبرة دمشق وهو بن بضع وستين سنة قال أخبرنا محمد بن عمر سمعت شعيب بن طلحة من ولد أبي بكر الصديق يقول كان بلال ترب أبي بكر قال محمد بن عمر فإن كان هذا هكذا وقد توفي أبو بكر سنة ثلاث عشرة وهو بن ثلاث وستين سنة فبين هذا وبين ما روي لنا في بلال سبع سنين وشعيب بن طلحة أعلم بميلاد بلال حين يقول هو ترب أبي بكر فالله أعلم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال حدثني من رأى بلالا رجلا آدم شديد الأدمة نحيفا طوالا أجنأ له شعر كثير خفيف العارضين به شمط كثير لا يغير قال محمد بن عمر قد شهد بلال بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة نفر ومن بني مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب. ابن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم واسم أبي سلمة عبد الله وأمه برة بنت عبد المطلب بن هشام بن عبد مناف بن قصي وكان لأبي سلمة من الولد سلمة وعمر وزينب ودرة وأمهم أم سلمة واسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وولدت زينب بأرض الحبشة في الهجرة إليها قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن صالح عن يزيد بن رومان قال أسلم أبو سلمة بن عبد الأسد قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار أرقم بن أبي الأرقم وقبل أن يدعو فيها قالوا وكان أبو سلمة من مهاجرة الحبشة في الهجرتين جميعا ومعه امرأته أم سلمة بنت أبي أمية فيهما جميعا مجمع على ذلك في الروايات قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال أول من قدم عليها من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة للهجرة أبو سلمة بن عبد الأسد قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عاصم بن سويد من بني عمرو بن عوف عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال أول من قدم علينا في الهجرة من مكة إلى المدينة أبو سلمة بن عبد الأسد قدم لعشر خلون من المحرم وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول فكان بين أول من قدم من المهاجرين فنزلوا في بني عمرو بن عوف وبين آخرهم شهران قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن موسى بن ميسرة عن أبي ميمونة قال سمعت أم سلمة تقول ونزل أبو سلمة حين هاجر إلى المدينة بقباء على مبشر بن عبد المنذر قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي سلمة بن عبد الأسد وسعد بن خيثمة قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا محمد بن عبد الله عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال لما أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم الدور بالمدينة جعل لأبي سلمة موضع داره عند دار بني عبد العزيز الزهريين اليوم كانت معه أم سلمة فباعوه بعد وتحولوا إلى بني كعب قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عمر بن عثمان قال حدثني عبد الملك بن عبيد عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع عن عمر بن أبي سلمة أن أبا سلمة شهد بدرا وأحدا وكان الذي جرحه بأحد أبو أسامة الجشمي رماه بمعبلة في عضده فمكث شهرا يداويه فبرأ فيما يرى وقد اندمل الجرح على بغي لا يعرفه فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من الهجرة سرية إلى نبي أسد بقطن فغاب بضع عشرة ليلة ثم قدم المدينة فانتقض به الجرح فاشتكى ثم مات لثلاث ليال مضين من جمادى الآخرة فغسل من اليسيرة بئر بني أمية بن زيد بالعالية وكان ينزل هناك حين تحول من قباء غسل بين قرني البئر وكان اسمها في الجاهلية العبير فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم اليسيرة ثم حمل من بني أمية بن زيد فدفن بالمدينة قال عمر بن أبي سلمة فاعتدت أمي أم سلمة حتى حلت أربعة أشهر وعشرا قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا بن أبي ذئب قال وأخبرنا عثمان بن عمر عن يونس بن يزيد جميعا عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب قال لما حضرت أبا سلمة بن عبد الأسد الوفاة حضره النبي صلى الله عليه وسلم وبينه وبين النساء ستر مستور فبكين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الميت يحضر ويؤمن على ما يقول أهله وإن البصر ليشخص للروح حين يعرج بها فلما قاظت نفسه بسط النبي صلى الله عليه وسلم كفيه على عينيه فأغمضهما قال أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين ومحمد بن عبد الله الأسدي عن سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن قبيصة بن ذؤيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغمض أبا سلمة حين مات قال أخبرنا الفضل بن دكين قال أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع الأنصاري قال أخبرنا بن شهاب أن قبيصة بن ذؤيب حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغمض أبا سلمة حين مات قال أخبرنا معن بن عيسى ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك قالا أخبرنا بن أبي ذئب عن بن شهاب عن من سمع قبيصة بن ذؤيب يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم أغمض أبا سلمة حين مات قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم أبا سلمة بن عبد الأسد يعوده فوافق دخوله عليه خروج نفسه قال فقلن النساء عند ذلك فقال مه لا تدعون على أنفسكن إلا بخير فإن الملائكة تحضر الميت أو قال أهل الميت فيؤمنون على دعائهم فلا تدعون على أنفسكن إلا بخير ثم قال اللهم افسح له في قبره وأضىء له فيه وعظم نوره واغفر ذنبه اللهم ارفع درجته في المهديين واخلفه في تركته في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين ثم قال إن الروح إذا خرج تبعه البصر أما رأيتم إلى شخوص عينيه. ابن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أميمة بنت الحارث بن حبالة بن عمير بن غبشان من خزاعة وخاله نافع بن عبد الحارث الخزاعي عامل عمر بن الخطاب على مكة ويكنى الأرقم أبا عبد الله واسم أبي الأرقم عبد مناف ويكنى أسد بن عبد الله أبا جندب وكان للأرقم من الولد عبيد الله لأم ولد وعثمان لأم ولد وأمية ومريم وأمهما هند بنت عبد الله بن الحارث من بني أسد بن خزيمة وصفية لأم ولد ويتعاد ولد الأرقم إلى بضعة وعشرين إنسانا وكلهم ولد عثمان بن الأرقم وبعضهم بالشام وقعوا إليها منذ سنين وأما ولد عبيد الله بن الأرقم فانقرضوا فلم يبق منهم أحد قال أخبرنا محمد بن عمران بن هند بن عبد الله بن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي قال أخبرني أبي عن يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم قال سمعت جدي عثمان بن الأرقم يقول أنا بن سبعة في الإسلام أسلم أبي سابع سبعة وكانت داره بمكة على الصفا وهي الدار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون فيها أول الإسلام وفيها دعا الناس إلى الإسلام وأسلم فيها قوم كثير وقال ليلة الإثنين فيها اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام فجاء عمر بن الخطاب من الغد بكرة فأسلم في دار الأرقم وخرجوا منها فكبروا وطافوا البيت ظاهرين ودعيت دار الأرقم دار الإسلام وتصدق بها الأرقم على ولده فقرأت نسخة صدقة الأرقم بداره بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما قضى الأرقم في ربعه ما حاز الصفا إنها محرمة بمكانها من الحرم لا تباع ولا تورث شهد هشام بن العاص وفلان مولى هشام بن العاص قال فلم تزل هذه الدار صدقة قائمة فيها ولده يسكنون ويؤاجرون ويأخذون عليها حتى كان زمن أبي جعفر قال محمد بن عمران فأخبرني أبي عن يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم قال إني لأعلم اليوم الذي وقعت في نفس أبي جعفر إنه ليسعى بين الصفا والمروة في حجة حجها ونحن على ظهر الدار في فسطاط فيمر تحتنا لو أشاء أن آخذ قلنسوة عليه لأخذتها وإنه لينظر إلينا من حين يهبط الوادي حتى يصعد إلى الصفا فلما خرج محمد بن عبد الله بن حسن بالمدينة كان عبد الله بن عثمان بن الأرقم ممن تابعه ولم يخرج معه فتعلق عليه أبو جعفر بذلك فكتب إلى عامله بالمدينة أن يحبسه ويطرحه في حديد ثم بعث رجلا من أهل الكوفة يقال له شهاب بن عبد رب وكتب معه إلى عامل المدينة أن يفعل ما يأمره به فدخل شهاب على عبد الله بن عثمان الحبس وهو شيخ كبير بن بضع وثمانين سنة وقد ضجر بالحديد والحبس فقال له هل لك أن أخلصك مما أنت فيه وتبيعني دار الأرقم فإن أمير المؤمنين يريدها وعسى إن بعته إياها أن أكلمه فيك فيعفو عنك قال إنها صدقة ولكن حقي منها له ومعي فيها شركاء إخوتي وغيرهم فقال إنما عليك نفسك أعطنا حقك وبرئت فأشهد له بحقه وكتب عليه كتاب شرى على حساب سبعة عشر ألف دينار ثم تتبع إخوته ففتنتهم كثرة المال فباعوه فصارت لأبي جعفر ولمن أقطعها ثم صيرها المهدي للخيزران أم موسى وهارون فبنتها وعرفت بها ثم صارت لجعفر بن موسى أمير المؤمنين ثم سكنها أصحاب الشطوي والعدني ثم اشترى عامتها أو أكثرها غسان بن عباد من ولد موسى بن جعفر قال وأما دار الأرقم بالمدينة في بني زريق فقطيعة من النبي صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم قال وحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أرقم بن أبي الأرقم وبين أبي طلحة زيد بن سهل قالوا وشهد الأرقم بن أبي الأرقم بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا محمد بن عمر عن عمران بن هند عن أبيه قال حضرت الأرقم بن أبي الأرقم الوفاة فأوصى أن يصلي عليه سعد بن أبي وقاص وكان مروان بن الحكم واليا لمعاوية على المدينة وكان سعد في قصره بالعقيق ومات الأرقم فاحتبس عليهم سعد فقال مروان أيحبس صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل غائب وأراد الصلاة عليه فأبى عبيد الله بن الأرقم ذلك على مروان وقامت معه بنو مخزوم ووقع بينهم كلام ثم جاء سعد فصلى عليه وذلك سنة خمس وخمسين بالمدينة وهلك الأرقم وهو بن بضع وثمانين سنة. ابن الشريد بن هرمي بن عامر بن مخزوم وكان اسم شماس عثمان وإنما سمي شماسا لوضاءته فغلب على اسمه وأمه صفية بنت ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي وأمه الضيرية بنت أبي قيس بن عب مناف بن زهرة بن كلاب والضيرية هي أم أبي مليكة وكان محمد بن إسحاق يزيد في نسب شماس سويد بن هرمي وأما هشام بن الكلبي ومحمد بن عمر فكانا يقولان الشريد بن هرمي ولا يذكران سويدا وكان لشماس من الولد عبد الله وأمه أم حبيب بنت سعيد بن يربوع بن عنكشة بن عامر بن مخزوم وكانت أم حبيب من المهاجرات الأول وكان شماس ممن هاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عمر بن عثمان عن أبيه قال لما هاجر شماس بن عثمان إلى المدينة نزل على مبشر بن عبد المنذر قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عمر بن عثمان عن عبد الملك بن عبيد عن سعيد بن المسيب قال لم يزل شماس بن عثمان بن الشريد نازلا ببني عمرو بن عوف عند مبشر بن عبد المنذر حتى قتل بأحد قال أخبرنا محمد بن عمر عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبيه قال آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين شماس بن عثمان وحنظلة بن أبي عامر قال أخبرنا محمد بن عمر عن عمر بن عثمان عن عبد الملك بن عبيد عن سعيد بن المسيب وعبد الرحمن بن سعيد بن يربوع قالا شهد شماس بن عثمان بدرا وأحدا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما وجدت لشماس بن عثمان شبيها إلا الجنة يعني مما يقاتل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يعني يوم أحد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرمي ببصره يمينا ولا شمالا إلا رأى شماسا في ذلك الوجه يذب بسيفه حتى غشي رسول الله صلى الله عليه وسلم فترس بنفسه دونه حتى قتل فحمل إلى المدينة وبه رمق فأدخل على عائشة فقالت أم سلمة بن عمي يدخل على غيري فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احملوه إلى أم سلمة فحمل إليها فمات عندها رحمه الله فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرد إلى أحد فيدفن هناك كما هو في ثيابه التي مات فيها وقد مكث يوما وليلة ولكنه لم يذق شيئا ولم يصل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يغسله كان يوم قتل رحمه الله بن أربع وثلاثين سنة وليس له عقب ومن حلفاء بني مخزوم عمار بن ياسر ابن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس بن الحصين بن الوذيم بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر الأكبر بن يام بن عنس وهو زيد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وبنو مالك بن أدد من مذحج كان قدم ياسر بن عامر وأخواه الحارث ومالك من اليمن إلى مكة يطلبون أخا لهم فرجع الحارث ومالك إلى اليمن وأقام ياسر بمكة وحالف أبا خذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وزوجه أبو حذيفة أمة له يقال لها سمية بنت خياط فولدت له عمارا فأعتقه أبو حذيفة ولم يزل ياسر وعمار مع أبي حذيفة إلى أن مات وجاء الله بالإسلام فأسلم ياسر وسمية وعمار وأخوه عبد الله بن ياسر وكان لياسر بن آخر أكبر من عمار وعبد الله يقال له حريث قتلته بنو الديل في الجاهلية وخلف على سمية بعد ياسر الأزرق وكان روميا غلاما للحارث بن كلدة الثقفي وهو ممن خرج يوم الطائف إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع عبيد أهل الطائف وفيهم أبو بكرة فأعتقهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فولدت سمية للأزرق سلمة بن الأزرق فهو أخو عمار لأمه ثم ادعى ولد سلمة وعمر عقبة بني الأزرق أن الأزرق بن عمرو بن الحارث بن أبي شمر من غسان وأنه حليف لبني أمية وشرفوا بمكة وتزوج الأزرق وولده في بني أمية وكان لهم منهم أولاد وكان عمار يكنى أبا اليقظان وكان بنو الأزرق في أول أمرهم يدعون أنهم من بني تغلب ثم من بني عكب وتصحيح هذا أن جبير بن مطعم تزوج إليهم امرأة وهي بنت الأزرق فولدت له بنية تزوجها سعيد بن العاص فولدت له عبد الله بن سعيد فمدح الأخطل عبد الله بن سعيد بكلمة له طويلة فقال فيها: ثم أفسدتهم خزاعة ودعوهم إلى اليمن وزينوا لهم ذلك وقالوا أنتم لا يغسل عنكم ذكر الروم إلا أن تدعوا أنكم من غسان فانتموا إلى غسان بعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال قال عمار بن ياسر لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم ورسول الله فيها فقلت له ما تريد قال لي ما تريد أنت فقلت أردت أن أدخل على محمد فأسمع كلامه قال وأنا أريد ذلك فدخلنا عليه فعرض علينا الإسلام فأسلمنا ثم مكثنا يومنا على ذلك حتى أمسينا ثم خرجنا ونحن مستخفون فكان إسلام عمار وصهيب بعد بضعة وثلاثين رجلا قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا معاوية بن عبد الرحمن بن أبي مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال كان عمار بن ياسر من المستضعفين الذين يعذبون بمكة ليرجع عن دينه قال محمد بن عمر والمستضعفون قوم لا عشائر لهم بمكة وليست لهم منعة ولا قوة فكانت قريش تعذبهم في الرمضاء بأنصاف النهار ليرجعوا عن دينهم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عثمان بن محمد عن عبد الحكيم بن صهيب عن عمر بن الحكم قال كان عمار بن ياسر يعذب حتى لا يدري ما يقول وكان صهيب يعذب حتى لا يدري ما يقول وكان أبو فكيهة يعذب حتى لا يدري ما يقول وبلال وعامر بن فهيرة وقوم من المسلمين وفيهم نزلت هذه الآية والذين هاجروا في الله من بعد ما فتنوا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عثمان بن محمد عن الحارث بن الفضل عن محمد بن كعب القرظي قال أخبرني من رأى عمار بن ياسر متجردا في سراويل قال فنظرت إلى ظهره فيه حبط كثير فقلت ما هذا قال هذا مما كانت تعذبني به قريش في رمضاء مكة قال أخبرنا يحيى بن حماد قال أخبرنا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون قال أحرق المشركون عمار بن ياسر بالنار قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر به ويمر يده على رأسه فيقول يا نار كوني بردا وسلاما على عمار كما كنت على إبراهيم تقتلك الفئة الباغية قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم وعمرو بن الهيثم أبو قطن قالا أخبرنا القاسم بن الفضل قال أخبرنا عمرو بن مرة الجملي عن سالم بن أبي الجعد عن عثمان بن عفان قال أقبلت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بيدي نتماشى في البطحاء حتى أتينا على أبي عمار وعمار وأمه وهم يعذبون فقال ياسر الدهر هكذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم اصبر اللهم اغفر لآل ياسر وقد فعلت قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال أخبرنا هشام الدستوائي قال أخبرنا أبو الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بآل عمار وهم يعذبون فقال لهم أبشروا آل عمار فإن موعدكم الجنة قال أخبرنا الفضل بن عنبسة قال أخبرنا شعبة عن أبي بشر عن يوسف المكي أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بعمار وأبي عمار وأمه وهم يعذبون في البطحاء فقال أبشروا يا آل عمار فإن موعدكم الجنة قال أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن بن عون عن محمد أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي عمارا وهو يبكي فجعل يمسح عن عينيه وهو يقول أخذك الكفار فغطوك في الماء فقلت كذا وكذا فإن عادوا فقل ذاك لهم قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم بن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال أخذ المشركون عمار بن ياسر فلم يتركوه حتى نال من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال ما وراءك قال شر يا رسول الله والله ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير قال فكيف تجد قلبك قال مطمئن بالإيمان قال فإن عادوا فعد قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر في قوله ومن بني عدي بن كعب بن لؤي
|